نظّمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلّة) فعاليةً مركزية بمقرّ الأمانة العامة، تحت رعاية معالي السيد/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، يوم الأحد الموافق 30/11/2025 بمُناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة سنة 1977 ليكون مُناسبةً سنوية، لتأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني، وللتذكير بمُعاناته جراء انتهاكات ومُمارسات الاحتلال المُتواصلة وحرمانه من مُمارسة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف وفي مُقدّمتها حقّه في تقرير المصير وتجسيد دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومُبادرة السلام العربية، ولإعادة التأكيد على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة تكاتف جهود المُجتمع الدولي من أجل رفع الظُلم الواقع على الشعب الفلسطيني وتمكينه من مُمارسة حقّه في تقرير المصير والحرية والاستقلال.
وقد حضر الفعالية المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية، وسفراء ومُمثلو الدول الأجنبية المُعتمدون لدى جمهورية مصر العربية وممثلو المُنظمات العربية والدولية ولفيف من الشخصيات العامة.
وألقى معالي السيد/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمةً خلال الفعالية أبرز خلالها حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في ضوء حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال لعاملين كاملين سعى من خلالها إلى محو مُجتمع من الوجود والقضاء على أي أُفُق لاستقلال فلسطين في المُستقبل، مؤكداً خلال كلمته على أن المشروع الوطني الفلسطيني لن ينتهي ويستند إلى ظهير عربي صلب ودعم دولي من كافة الذين انتصروا لقيم الإنسانية والحضارة والعدل، وأن الاحتلال -مهما زاد بطشه- إلى زوال، مؤكداً على أن الدولة الفلسطينية ستتجسد على الأرض لأن بلوغها هو الحل العادل والدائم والوحيد الذي أقرّه العالم أجمع من أجل تسوية القضية، وإحلال سلام شامل يقوم على التعايش والتعاون في المنطقة.
من جانبه أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير/ مُهنّد العكلوك، أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يُشكّل مُناسبة وطنية تُعيد التأكيد على شرعية الرواية الفلسطينية وعدالة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وفي مُقدمتها حقّ العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس، مُشيراً إلى أن إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) قتلت وأصابت نحو 11% من سكان غزة، ودمرت 85% من مباني القطاع وأن هناك ربع مليون مواطن فلسطيني هم الضحايا المُباشرون لجريمة الإبادة الجماعية المُستمرة فيما يواجه مئات الآلاف آثاراً صحيّة ونفسية ومادية عميقة نتيجة التدمير المُتعمّد لكافة أشكال الحياة.
وأكد السفير/ محمد سمير، المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية لدى جامعة الدول العربية، خلال كلمته في الفعالية، على موقف مصر الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً على مسؤولية المجتمع الدولي اليوم في أن تتجاوز حدود التضامن اللفظي إلى إجراءات عملية وملموسة تشمل توفير الحماية للمدنيين في مختلف الأراضي المُحتلّة ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية بالأراضي الفلسطينية والتصدي لمحاولات الضم، وضرورة إلزام كافة الأطراف باحترام القانون الإنساني وإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى تسوية نهائية عادلة.
وجاءت كلمة السكرتير العام للأمم المُتحدة التي أدلى بها خلال الفعالية السيد/ كارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المُنظمة الدولية للهجرة بجمهورية مصر العربية، حيث أكد على الحاجة المُلحّة لتثبيت وقف إطلاق النار، وتطرّق إلى الوضع الإنساني الخطير، في ضوء استشهاد عشرات الالاف من الضحايا ثلثهم من الأطفال والآلاف الآخرين من الجرحى مع انتشار الجوع والأمراض والهلع ودمار المدارس والمنازل والمُستشفيات، واستمرار الظُلم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في ضوء العمليات العسكرية الإسرائيلية وعُنف المستوطنين والتوسّع الاستيطاني والإخلاءات والتدمير والتهديدات بالضم، مؤكداً في الوقتِ نفسه، على ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار والالتزام بالقانون الدولي، وتدفق المُساعدات الإنسانية ومُطالبة المُجتمع الدولي بالاستمرار في الوقوف بحزم إلى جانب وكالة الأمم المُتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودورها الذي لا بديل عنه في توفير المُساعدات المُنقذة للحياة لملايين الفلسطينيين بما فيهم اللاجئين، مُجدداً التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال، الذي أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المُتحدة على عدم قانونيته، والمُضيّ في طريق لا رجوع عنه نحو حلّ الدولتين.
وأكد الأزهر الشريف في كلمته التي ألقاها فضيلة الدكتور/ حسن السيد خليل، رئيس الإدارة المركزية للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، أنَّ القضية الفلسطينية واحدةٌ من القضايا التي لم ولن تغيبَ عن ضمير الأزهر الشريف بجميع هيئاته وقطاعاته المُتعددة منذ بدايتها، وأن الحديث عن فلسطين هو حديث عن وجدان عربي وإسلامي وإنساني، وعن جُرح حملته الأمّة جيلاً بعد جيل وعن اختبار يتكرر كلَّ يوم أمام أعيُن العالم، اختبار للعدالة والرحمة واختبار إنسانية الانسان مع أخيه الانسان.
وأكد نيافة الأنبا/ مُرقس، مُطران شبرا الخيمة وتوابعها، خلال كلمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على ضرورة التكاتف وتكثيف الجهود وسرعة التحرّك لحماية الأرواح ووقف نزيف الدماء، وسرعة إعادة الإعمار كمطلب لا غنى عنه لأي أمّة، والعمل على حلّ هذه القضايا عبر التعاون الدولي وأن تُبدي الحكومات دوراً واضحاً وقوياً ومؤثراً في سبيل العدالة الشاملة.
لمشاهدة الكلمات كاملة:
وتضمّن برنامج الفعالية عرض فيلم قصير من إعداد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلّة) يتناول مُعاناة الشعب الفلسطيني جراء الظلم التاريخي الواقع عليه واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية خاصةً في ضوء عامين من حرب الإبادة في قطاع غزة، وتقديراً لكل أحرار العالم المُتضامنين مع الشعب الفلسطيني والداعمين لحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وانتصارهم لقيم العدالة والإنصاف واحترام حقوق الانسان.
كما تضمّنت الفعالية تكريم الهلال الأحمر المصري تقديراً لجهوده الإنسانية والإغاثية، ودوره الكبير والقائمين عليه والمُتطوّعين به، في استقبال وتنظيم قوافل المُساعدات الإنسانية وتقديم الرعاية الطبيّة للجرحى الفلسطينيين خلال عامين من حرب الإبادة، وقد سلّم معالي الأمين العام درعَ التكريم إلى الدكتورة/ آمال إمام، المُدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري.
كما تم تكريم القطاع الصحّي بدولة فلسطين (من أطباء ومُسعفين وكل المُساهمين) تقديراً لدورهم البطولي الكبير في التخفيف من مُعاناة الجرحى الفلسطينيين وتقديم الخدمات الطبية رغم حجم المخاطر والتهديدات ونقص الإمكانيات في ضوء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) وإغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وتسلّم درع التكريم المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير/ مُهنّد العكلوك.
ومن بين فئات المُجتمع الفلسطيني التي تم تكريمها خلال الفعالية، المرأة الفلسطينية، تقديراً لصمودها وصبرها وشجاعتها، وما غرسته في أبناء الشعب الفلسطيني من قيم نبيلة، بالتمسّك بالأرض والتشبّث بحقّ الشعب الفلسطيني في تراب وطنه، وتسلّم درع التكريم السفير/ مُهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية.

وقام معالي السيد/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بافتتاح معرض فنّ تشكيلي وصور حول القضية الفلسطينية، تم تنظيمه بالتعاون مع المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، يُجسّد مُعاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال وبُبرز إبداعات أبنائه وتعبيرهم عن حقوقهم وانتمائهم وجذورهم من خلال فنّهم الذي يعكس إبداعات الشعب الفلسطينيّ ورُقيّه.