ورشة عمل حول "التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي: حماية الماضي لبناء المستقبل"
الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – إدارة الثقافة وحوار الحضارات
13أكتوبر 2025
انعقاد ورشة عمل حول "التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي: حماية الماضي لبناء المستقبل" في إطار التزامها بحماية الإرث الحضاري العربي وتعزيز أدوات صونه في العصر الرقمي، نظّمت إدارة الثقافة وحوار الحضارات في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ورشة عمل إقليمية بعنوان: "التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي: حماية الماضي لبناء المستقبل".
وشهدت الورشة مشاركة رفيعة المستوى، ضمّت اللواء أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل، رئيس الأكاديمية العربية، إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول الأعضاء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الجامعة العربية.
وفي كلمته الأمانة العامة الافتتاحية، أكد الدكتور يوسف بدر مشاري مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات أن الحفاظ على التراث الثقافي العربي المادي منه واللامادي يُعدّ مسؤولية وطنية وقومية وإنسانية جماعية، مشيرًا إلى أن هذا التراث يشكّل جوهر الهوية العربية، ومرآةً صادقةً لتاريخ الأمة وتنوعها الحضاري، كما يُعدّ ركيزةً أساسيةً في بناء "الأمن الثقافي"، الذي بات ضرورةً موازيةً للأمن الوطني في عالمٍ تتزايد فيه التهديدات ضد الذاكرة الجماعية.
وأشار إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا تكميليًّا، بل أداةً استراتيجيةً لا غنى عنها لمواجهة التحديات المتنامية التي تهدد التراث، من تغيّرات مناخية، وصراعات مسلحة، واندثار تدريجي بسبب الإهمال أو التوسع العمراني غير المدروس. وشدّد على أن توثيق التراث باستخدام تقنيات الجيل الجديد كالذكاء الاصطناعي، والمسح الليزر ثلاثي الأبعاد، والنمذجة الرقمية الدقيقة يحوّله من كيانٍ ماديٍّ عرضة للزوال إلى رصيدٍ رقميٍّ دائمٍ، قابلٍ للنقل، والمشاركة، والتجديد
ودعا الدكتور مشاري إلى تبني رؤية عربية موحدة لبناء سجل رقمي شامل للتراث الثقافي العربي، يُدار بمعايير دولية، ويُغذّي منصات معرفية وتعليمية تُسهم في نشر الوعي، وتنمية السياحة الثقافية المستدامة، وتمكين الأجيال القادمة من الانتماء إلى جذورها الحضارية.
مؤكدًا أن شعار الورشة "حماية الماضي لبناء المستقبل" ليس مجرد عبارة بلاغية، بل استراتيجية عملٍ حضاريةٍ تُجسّد التزام الجامعة العربية بتحويل التراث من ذاكرةٍ مهددة إلى رافعةٍ للتنمية والابتكار
وتأتي هذه الورشة في سياق الجهود المتواصلة التي تقودها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتعزيز التعاون العربي في مجالات صون التراث، وبناء القدرات الوطنية، وتفعيل الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية والتقنية، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن الثقافة ليست ترفًا، بل ركيزةٌ من ركائز الأمن والاستقرار والنهضة.
