في إطار حرص جامعة الدول العربية على الحوار الدائم بين الشعوب والأديان والعمل على التقارب الثقافي بين شعوب العالم، ومجابهة كافة أشكال التحريض على الكراهية الدينية وازدراء الأديان والتطرف والعنصرية والتمييز وخطاب الكراهية والذي يسهم في زعزعة الأمن والاستقرار وتغذية الإرهاب ونشوب النزاعات وتأجيجها ويتنافى هذا الخطاب مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وتنفيذاً لقرارات مجلس جامعة الدول العربية في هذا الشأن، وآخرها القرار رقم 9131 الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته رقم 163 بتاريخ 23/4/2025 بشأن "التسامح والسلم والأمن الدوليين" والذي أعرب عن بالغ القلق إزاء تفاقم خطاب الكراهية والتعصب والتمييز القائم على الدين أو المعتقد بجميع أشكاله ولاسيما تلك النابعة من ظاهرة الاسلاموفوبيا.
عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة الثقافة وحوار الحضارات) "المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام" تحت شعار "الاسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية"، وذلك يوم 8 يوليو 2025 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو).
افتتح أعمال المؤتمر السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال نيابة عن معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبحضور الدكتورة أميرة الفاضل مستشارة مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) نيابة عن معالي المدير العام للمنظمة، ورئيس جامعة الأزهر، والمستشار القانوني لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كما شارك في أعمال مؤتمر ممثلي الدول العربية والاسلامية والمنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميين والخبراء وممثلي سفارات الدول الأجنبية والشباب.
هذا وسلط المؤتمر الضوء على أسباب انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا، ما بين أسباب سياسية، إعلامية، واجتماعية، والربط المتكرر بين الإرهاب والتطرف بالإسلام، والجهل بالقيم وتعاليم الدين الإسلامي، والتحريض الإعلامي والسياسي، والتخوف من الآخر، والخوف على الهوية الوطنية، الأمر الذي أدى إلى انتشار مظاهر الرهاب من المسلمين وإطلاق الأحكام المسبقة والصور النمطية المغلوطة والانتشار الواسع لخطابات الكراهية المؤدي إلى العنصرية والتمييزية والتي تصل إلى حد العنف والإرهاب. هذا واستعرض المؤتمر دور المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في مجال الحوار بين الأديان والتعددية الثقافية في تعزيز الحوار المستدام بين متبعي مختلف الأديان والثقافات، وتم عرض تجارب المسلمين في عدد من الدول الأوروبية، كما عرضت الدول العربية والإسلامية استراتيجياتها حول التعايش والتسامح.