يأتي اهتمام الجامعة العربية بإحياء يوم الوثيقة العربية في "بيت العرب" ادراكاً من جامعة الدول العربية بأن الوثيقة العربية هي من القواعد الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم، وشاهدٌ على التاريخ ودليلٌ مهم على السمة الحضارية للشعوب لكونها من مكونات ذاكرة الأمة الرئيسية، وتأكيداً على ضرورة بذل مزيد من الجهود للتعريف بمكانة الوثائق العربية وأهميتها في حفظ كثير من الحقوق العربية.
واتساقاً مع مرور مئة عام على وعد بلفور المشئوم وخمسين عاما على احتلال اسرائيل للأراضي العربية والفلسطينية، فقد تم اختيار" القضية الفلسطينية: مائة عام على وعد بلفور. خمسون عاماً على الاحتلال الإسرائيلي" عنواناً للاحتفال بيوم الوثيقة لهذا العام للتأكيد على مركزية قضية فلسطين في الوطن العربي وتسليط الضوء على الانتهاكات الاسرائيلية من استيطان وتهويد واستيلاء على الأرض وتزييف للتاريخ.
وقد قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باستضافة الحدث السنوي "يوم الوثيقة العربية " بالتنسيق مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (عربيكا) صباح يوم الأربعاء الموافق 18 من أكتوبر 2017، تحت رعاية معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وبحضور معالي الشيخ جمعة الماجد والدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف ولفيف من الشخصيات العربية العامة والرسمية، والمندوبين الدائمين للدول العربية والسفراء الأجانب، وأعضاء الفرع الإقليمي العربي لمجلس الأرشيف الدولي، ورؤساء دور الأرشيف العربية الوطنية، ونخبة من الوثائقيين العرب، والمنظمات الإقليمية العاملة في المجال الوثائقي، والجدير بالذكر أن يوم الوثيقة العربية يأتي في ضوء اقرار مجلس وزراء الثقافة العرب ليوم الوثيقة العربية في أوائل الألفية الثانية ، ومنذ عام 2013 تُنظم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الفعالية بصفة سنوية بيوم الوثيقة العربية.
و علي هامش الاحتفالية تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الامارات العربية المتحدة، وتنص على التعاون في مجال التراث وترميم المخطوطات و الوثائق حيث يتم التعاون بين الجانبين في معالجة وترميم المجموعة التراثية والتاريخية، التي تقتنيها مكتبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية .
وفي نفس الإطار تم إطلاق الكتاب الوثائقي "دولة ليبيا وجامعة الدول العربية: نماذج وثائقية مختارة، وقامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتكريم عدد من دور الأرشيف والوثائق العربية، والشخصيات والمؤسسات والأفراد ذوي الإسهامات الواضحة في المجال الوثائقي .
كما أقيم على هامش اليوم معرض وثائقي مصور ، وعرض فيلم توثيقي بعنوان "فلسطين: مائة عام على وعد بلفور" اصدرته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية .
للاطلاع علي كلمات الافتتاح:
كلمة الامين العام فى يوم الوثيقة العربية18-10-2017.pdf
كلمة وزير الثقافة بجمهورية مصر العربية.pdf
كلمة المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم.pdf
كلمة المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية.pdf
شاهد فيديو موجز لأحداث يوم الوثيقة العربية
خلفية حول دور الجامعة العربية لاستعادة الوثائق المسلوبة والمنهوبة والمنقولة لدي الدول الأجنبية و الاستعمارية
وفي ضوء ما تعرضت له الأرشيفات العربية في معظم الدول المتضررة جراء الاستعمار من سرقة وتزييف ونهب وتدمير وتشويه أيضا ، فإن ثمة جهودا بذلت وتبذل لتدارك الأمور واستعادة أرشيفنا العربي المنهوب، حيث قامت الجامعة العربية باستصدار قرار من مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب فى عام 2014 لوضع هذه الجهود في إطار عمل عربي جماعي ، وقد تم التوافق بشأن استراتيجية موحدة لاستعادة الوثائق المسلوبة والمنهوبة والمنقولة لدي الدول الأجنبية و الاستعمارية ، كما تم مناشدة المجموعة العربية في الأمم المتحدة نحو التحرك الفوري والسريع في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرارًا أمميًا باستعادة الوثائق العربية المنزوعة والمسلوبة والمنهوبة والمنقولة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية.
وفي ذات السياق تم تشكيل لجنة مكلفة بإعداد الاستراتيجية ووضع آليات التحرك الإقليمي والدولي لاستعادة الأرشيفات العربية المنزوعة والمسلوبة والمنهوبة والمنقولة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية وتشمل الدول التي تضرر أرشيفها الوثائقي جراء الاستعمار ومنها ليبيا و العراق و الجزائر و المغرب وفلسطين الي جانب السودان و تونس و اللتان لديهما تجارب ناجحة في استعادة وثائقهما المنهوبة .
ولدي الدول العربية العديد من نماذج نهب لوثائق تاريخية وتراثية مثل العراق حيث تعرض متحف آثاره الوطني ببغداد للنهب الكامل في العاشر من أبريل من العام 2003 بعد يوم واحد من دخول القوات الأميركية، وسرق منه أكثر من 14 ألف قطعة أثرية لم يتم العثور عليها حتى الآن، إضافة إلى وثائق ومحفوظات تاريخية تروي تاريخ العراق وحضاراته وبعد أن نجح العراقيون في إعادة وترميم متحفهم الوطني بدأ العراق حملة دولية واسعة لاستعادة وثائقهم وتراثهم المنهوب وهو ما تسعى الجامعة العربية إلى تقديم الدعم له، وكذلك نري أمثلة مشابهة لما تعرضت له كل من المغرب وتونس والجزائر اللذين تعرضت وثائقهم للسرقة اثناء الاحتلال الفرنسي ،وبالمثل نجد ما واجهته مصر أثناء الاحتلال الانجليزي .
القضية الفلسطينية والوثيقة
قام الاحتلال منذ العام 1948 باستهداف الوثيقة الفلسطينية بشكل ممنهج، وثمة قول مشهور لأحد القادة الصهاينة يدعى "دون دونجان، وهو أن تدمير عناصر الثقافة فى فلسطين، هو بمثابة ميلاد وعى إسرائيلى جديد مؤسس ليس على محو العرب منها فحسب، وإنما على محو ثقافتهم أيضا"، فمنذ اللحظة الأولى التى اغتصب فيها الصهاينة فلسطين، قاموا بجمع كميات هائلة وضخمة من المخطوطات والوثائق والعقود من البيوت والمنازل الفلسطينية وأودعوها فى مؤسساتهم ولم يعد لها أثر في السجلات الرسمية.
ولتوضيح أهمية الوثيقة في حماية الحقوق العربية تجدر الإشارة إلى قرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" الخاص بفلسطين، الذى أثبت أن الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو للمسلمين والعرب، حيث كان للوثائق دور كبير في هذا القرار، وهو ما يعد انتصارا للشعب الفلسطيني، فضلا عن كونه قرارا تاريخيا، وكان واضحا وصريحا وقويا فى تأكيده أنه ليس ثمة علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى المبارك، خصوصا الحائط الغربى الذى يسمونه حائط المبكى، وهو حائط البراق الشريف، الذى أكد القرار بأنه جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ويعكس ذلك حقيقة أن الوثائق هى عماد التاريخ والسند الحقيقى ليس فقط للمؤرخ بل للسياسي ايضا .
- فيلم فلسطين : 100 عام على وعد بلفور و50 عاما على الإحتلال الإسرائيلي
