تفاصيل الحدث
   
  • حوار مع السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد حول القضايا العربية الراهنة ومواقف جامعة الدول العربية منها

    ​في حوار له مع صحيفة "المصري اليوم" المصرية بتاريخ 2017/8/2 ، قال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الأزمة الأخيرة التى شهدها المسجد الأقصى، أعادت القضية الفلسطينية بصفة عامة وقضية القدس خاصة إلى صدارة المشهدين الإقليمى والدولى، موضحا أن القضية لم تمت، لافتا إلى أن الجامعة العربية ليست طرفا محايدا فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بل طرف منحاز بالكامل للجانب الفلسطينى.

    وأضاف «زكى» فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ لبحث الأزمة لم يتأخر، وأنه عندما انفجر الوضع وحدثت المواجهات وتم منع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، طلب الأردن عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية، وأن التجهيز له استغرق عدة أيام لضمان وجود عدد كبير من وزراء الخارجية، مشيرا إلى أنه بالفعل حضره أكثر من 10 وزراء، وأن تقديم الاجتماع أو تأخيره ليومين لم يؤثر على مخرجاته.

    وتابع أن مصر بذلت جهودا على مدار 10 سنوات لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وأن استمرار الأوضاع دون حل يضر الملف الفلسطينى، لافتا إلى أن الجامعة العربية لم تغب عن «أزمة قطر»، وأن أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة، أعلن منذ الساعات الأولى تأييده للوساطة الكويتية.. وإلى نص الحوار:

    السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية

    ■ بداية ماذا عن إجراءات تنفيذ توصيات قمة نواكشوط فى العام الماضى باعتبار عام 2017 عام القدس؟

    - هناك صناديق تابعة للجامعة العربية تعمل على دعم القدس والمقدسيين، وهذه الصناديق تحتاج دائما إلى تكاتف عربى لدعم صمود المقدسيين، والصناديق تعمل بالفعل ولديها نشاط، وتتواصل مع السلطة الفلسطينية لهذا الغرض، وإعلان عام القدس الهدف منه وضع القدس تحت بؤرة الاهتمام والعناية الدولية بسبب استشعارنا بأن الأزمات المتوالية فى المنطقة وضعت القضية الفلسطينية وفى القلب منها القدس فى آخر الاهتمامات العربية، وكان لابد من محاولة إعادة الاهتمام بالقضية.

    والأحداث الأخيرة لم تكن متوقعة بهذا الشكل، ولكن حدوثها أدى إلى إعادة تصدر القضية الفلسطينية للمشهد الإقليمى والدولى، ما يؤكد أن القضية لم تمت.

    ■ لكن هناك انتقادات كثيرة وجهت للجامعة بسبب أدائها فى الأزمة الأخيرة وأن وزراء الخارجية العرب لم يجتمعوا إلا بعد اندلاع الأزمة بأسبوعين تقريبا؟

    - القاعدة المتبعة هو أن ما يعالجه السفراء لا يجتمع له الوزراء، وما يعالجه الوزراء لا تجتمع له القمة، وبالتالى القمة تعقد فى الأزمات التى تحتاج قرارات على مستوى القمة، والأزمة التى وقعت فى القدس قدر لها أنه يمكن حلها واحتواؤها بأساليب مختلفة من خلال بعض الاتصالات التى تقوم بها الدول المعنية، وقد رأينا تحركات السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية ومصر التى طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن، لكن بعض القوى الموجودة فيه رفضت أن يبحث مجلس الأمن هذا الموضوع.

    لكن عندما انفجر الوضع وحدثت المواجهات وتم منع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، طلبت الأردن عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية والتجهيز له استغرق عدة أيام حتى نضمن وجود عدد كبير من وزراء الخارجية، وبالفعل حضر الاجتماع أكثر من 10 وزراء، وتقديم الاجتماع أو تأخيره ليومين لم يكن ليؤثر على مخرجاته، والمهم هنا أن الاجتماع عندما عقد كان الوضع قد بدأ يأخذ طريقه إلى التحسن بالفعل.

    ■ البعض تحدث عن تخلى الفلسطينيين عن حل الدولتين.. ما حقيقة هذا الأمر؟

    - أنا وثيق الصلة بالجانب الفلسطينى، وأعلم ما يفكرون فيه جيدا، ولا أظن فى أى لحظة من اللحظات أن هذا الكلام كان مطروحا أو صحيحا على الإطلاق، وبالتالى فمن يتحدثون عن هذه الصفقة لا يتحدثون عن معرفة، ربما هى اتجاهات مناوئة أو أفكار مختلفة، فحل الدولتين بالنسبة للسلطة الفلسطينية والحكومات الأعضاء فى جامعة الدول العربية هو الحل الوحيد المعترف به والطريق الوحيد للسلام والاستقرار فى المنطقة، ودون هذا الحل لن يكون هناك سلام ولا استقرار أبدا.

    ■ هل هناك تحركات من جانب الجامعة لإعادة الزخم لعملية السلام مرة أخرى؟

    - الجامعة العربية ليست طرفا محايدا فى هذا الصراع، لكن طرف منحاز بالكامل للجانب الفلسطينى، وبالتالى لا يمكن أن تقوم الجامعة بدور فى إعادة هذا الصراع إلى الحياة بمعزل عن القوى الدولية الأخرى، فهناك قوى دولية عديدة، ومنها الإدارة الأمريكية الجديدة التى تسعى إلى إعادة الزخم إلى هذا الموضوع، وسوف نرى ماذا ستسفر عنه هذه المساعى، وما إذا كانت ستسفر عن نتائج إيجابية أم سيتم وأدها وتنتهى دون تحقيق أى تقدم.

    ■ أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب قال الأمين العام للجامعة إن الأحداث التى اندلعت بالأقصى قد تفجر حربا دينية بالمنطقة فماذا يقصد؟

    - المقصود أن الصراع حتى الآن ولو أنه يتضمن أبعادا دينية، إلا أنه يظل فى إطار الصراع السياسى والصراع على الحقوق، ولم يدخل فى دائرة الصراع الدينى والمواجهة الدينية، ونحن دائما نحذر من مخاطر الانزلاق إلى الصراع الدينى، لأنه بطبيعته وبطبيعة تعلق الناس بأديانها يدخل بنا فى نفق مظلم طويل لا نعلم له نهاية، وبالتالى التحذير الذى أطلقه الأمين العام يأتى من منطلق- دعونا نتأكد من أن الصراع لا يزال صراعا سياسيا- وما تفعله إسرائيل يدخل الصراع إلى نفق الصراع الدينى، ومن المؤكد أن الجميع سيخسر فيه، والتاريخ يقول لنا الكثير حول مثل هذه المواجهات التى لا تنتهى إلا بالخسائر المبينة على الجميع وهو أمر نحذر منه بالفعل.

    ■ ماذا عن الانتقادات التى وجهت للقرارات الناتجة عن الاجتماع الوزارى الطارئ، والتى خرجت غير ملبية لطموحات الشعب الفلسطينى؟

    - لا أتفق مع هذه الانتقادات، لأن وفد فلسطين برئاسة وزير خارجية فلسطين نفسه كان جزءا من هذا الاجتماع، والقرارات الناتجة عنه إذا تمت مراجعتها بدقة وعناية سنجد أنها تناولت كافة جوانب الموضوع، وشدد القرار على الحقوق الفلسطينية، لكن عندما اعتمدت هذه القرارات كانت لحظة انفراجة وبداية تراجع من الجانب الإسرائيلى، والأزمة كانت فى طريقها إلى الحل، وبالتالى لم يكن هناك داع لتصعيد.

    ■ هل الجامعة تنوى فى الفترة المقبلة اتخاذ أى خطوات لإجبار إسرائيل بالتعهد على عدم تكرار هذا الأمر أو الاعتداء على المقدسات الدينية مرة أخرى؟

    - سأكرر ما قلته سابقا، موقف الجامعة فى هذه القضية موقف منحاز للقضية الفلسطينية 100%، ونحن نتحرك مع الجميع، مع الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول المؤثرة، مثل الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين والدول الأوروبية المتواصلة فى الأقليم، وكل هذه التحركات من أجل أن نؤكد دائما على أن هذه القضية هى أصل المشاكل الموجودة فى الشرق الأوسط، وهذا الموضوع يجب التعامل معه بجدية حتى لا يصل بنا إلى مرحلة من انفجار الوضع والمواجهات، وبالفعل الجامعة العربية وأدبياتها وقراراتها تؤيد المسار السياسى بل وتطالب به، ومن هنا كان الموقف العربى من خلال الجامعة تأييد لكافة الجهود الجادة التى تدفع إلى إحياء المسار السياسى، وأخيرا نحن لدينا مبادرة سلام عربية ما زالت موجودة على الطاولة، وهى مبادرة جادة ولا ينبغى أن تتجزأ، وقلنا مرارا إن المساعى الإسرائيلية لتجزئة هذه المبادرة لن تحقق أهدافها، فالعرب متمسكون بالمبادرة ككل دون تجزئة، وعندما تقوم إسرائيل بما عليها سيرد الجانب العربى بما عليه وفقا لهذه المبادرة.

    ■ هل آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة لتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟

    - التجربة على مدى السنوات العشر الماضية فى هذا الملف لم تكن جيدة، وأنا لا أريد أن ألوم أطرافا بعينها، ولكن كل يعرف نفسه ويدرك مسؤوليته عن هذا الانقسام، سواء أثناء حدوثه أو استمراره بعد ذلك مع الأسف، وأكثر دولة بذلت جهودا كبيرة فى ملف المصالحة، مصر، وجهودها استمرت على مدار 10 سنوات، وشهدنا محاولات مصرية جدية كبيرة لحل هذه الأزمة، لكن الملف يبدو للجميع أنه صعب، واستمرار هذا الوضع دون حل ودون تسوية يضر الملف الفلسطينى بشكل كبير، ونحاول سواء من جانب الجامعة العربية أو من جانب كل القوى العربية الأخرى المؤيدة للفلسطينيين أو المحبة لهم من أجل احتواء الموضوع وإنهاء هذا الانقسام، لكن للأسف لم يحالفها النجاح.

    ■ كنت مسؤولاً عن ملف القضية الفلسطينية داخل وزارة الخارجية لفترة طويلة، وبذلت فى ذلك الوقت جهوداً كبيرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.. من واقع خبرتك فى هذا الملف كيف يمكن تحقيق المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية؟

    - نخرج من هذا المأزق إذا وضع الجميع مصلحة فلسطين فوق أى اعتبارات أخرى، فإذا وضعت الاعتبارات الأخرى والجميع يعلمها ومصلحة إقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضى الفلسطينية التى احتلت عام 1967 فى آخر الاهتمامات، فلن يتحقق شىء ولن ينتهى الانقسام وسيستمر ويتعمق.

    ■ البعض يرى أن الجامعة العربية بعيدة عن الخلافات بين عدد من الدول العربية من جانب وقطر من جانب آخر.. لماذا؟

    - الجامعة العربية رأت منذ البداية أن الوساطة الكويتية التى أعلنت منذ الساعات الأولى من اندلاع الأزمة هى السبيل الأمثل لمعالجة الوضع، فأمير الكويت تربطه علاقات طيبة مع جميع الأطراف، وبالتالى هو الأنسب لهذا الدور بين الإخوة العرب، ولما صدر تصريح عن الأمين العام فى بدايات الأزمة قال إنه مستعد للتدخل إذا طلبت الأطراف منه ذلك، ومنذ بداية الأزمة وحتى الآن الأمين العام يؤيد الجهد الكويتى، وهذا ليس غياباً لدور الجامعة العربية عن الأزمة قدر كونه إدراكاً لأن أفضل من يقوم بهذا الدور الكويت، لأنها دولة عربية وقائدها عربى، وأمين عام الجامعة يؤيده بشكل كبير.

    ■ كثير من المشاكل التى تتعرض لها المنطقة العربية بسبب تدخلات قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران فى شؤوننا الداخلية.. ما موقف الجامعة من هذه التدخلات؟

    - كل مجلس جامعة على مستوى الوزراء أو على مستوى القمة، نطرح التدخلات الإيرانية والتدخلات التركية، والموضوعان طرح بشأنهما مشروعى قرارين يتم اعتمادهما، وبالتالى الموضوعان حاضران على جدول أعمال الجامعة، ويتم الحديث عنهما كل حسب موقفه، فنحن نعلم أن عدداً من الدول العربية ينتقد إيران وعدداً آخر ينتقد تركيا، ونحن نصيغ الموقف العربى إزاء الموضوعين بعناية شديدة، ونحاول أن نأخذ فى الاعتبار شواغل الجميع.

    ■ الأمين العام للجامعة العربية عين السفير صلاح الدين الجمالى مبعوثا خاصا بليبيا أين هو من الأزمة الليبية؟

    - مبعوث الجامعة العربية فى ليبيا موجود، ويتواصل مع كل الأطراف هناك، لكن ربما يتابع أخباره الإعلام التونسى بشكل أكبر من الإعلام المصرى، لأنه تونسى ويقيم فى تونس ويمارس عمله من هناك، لكن دائماً ما يمدنا بأنشطته ورؤيته ويطرح على الأمين العام بشكل مستمر نتائج اتصالاته وتقييمه للوضع، والسفير «الجمالى» زار ليبيا، مؤخراً، وسيزورها مرة أخرى خلال أيام، وهو رجل دبلوماسى محنك، ولديه معرفه بالملف الليبى، وعلى اتصال بجميع أطرافه، لكن الأزمة أكبر من طرف واحد كالجامعة العربية أن تحله، والأمم المتحدة غيرت مبعوثها أكثر من مرة وصولاً إلى الدكتور غسان سلامة، ونأمل أن تحل الأزمة الليبية على يديه.

    ■ كيف تُقيِّم الاتفاق الأخير الذى تم بين رئيس المجلس الرئاسى الليبى فايز السراج، وقائد الجيش الوطنى الليبى خليفة حفتر، فى باريس؟

    السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية

    - خطوة جيدة، وأى اتفاق بين أطراف ليبية فاعلة وتخدم التعاون والتفاهم والتنسيق، وتجنب المواجهة والصدام وتجاوز الخلافات، وأى محاولة فى هذا الاتجاه إيجابية ونرحب بها.

    ■ هل هناك خطط أو أطروحات معينة لحل الأزمة الليبية بين الأمين العام ومبعوثه؟

    - بالتأكيد، لكن ليس كل ما يطرح فى الغرف المغلقة يصلح للنشر فى الإعلام، فهناك أفكار نراها من وجهة نظر الجامعة والأمين العام أنها السبيل الأمثل للخروج من الورطة الحالية التى يعرفها الجميع، وتتمثل فى تعدد السلطات والجهات التى تتمسك بالشرعية فى مواجهة بعضها البعض، فضلاً عن المشكلات الأمنية والإرهابية التى تواجهها ليبيا، واجتماع كل هذه الأمور يجعل الوضع الليبى فى موقف صعب للغاية، ويتطلب من الجامعة عربية دعم ليبيا ومصالحها.

    ■ ما أوجه الدعم الذى يمكن أن تقدمه الجامعة حال عقد الانتخابات الليبية طبقاً للاتفاق الذى تم بين كل من المشير خليفة حفتر، وفايز السراج؟

    - إذا طلب من الجامعة ذلك، فالجامعة لديها القدرة على مراقبة الانتخابات، ولدينا تجارب ناجحة فى هذا الأمر، وآخر انتخابات راقبتها الجامعة كانت الانتخابات البرلمانية فى الجزائر.

    ■ ما موقف الجامعة من الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة السورية ومتى ستعود دمشق لمقعدها فى الجامعة؟

    - أبدأ بالجزء الثانى من السؤال، تعود سوريا إلى مقعدها عندما تتوافق الدول العربية على ذلك، فإذا لم تتوافق فلن يتحقق هذا الأمر.

    أما بخصوص الحل السياسى للأزمة السورية أشير هنا إلى أن القرارات العربية فى هذا الشأن كانت تتحدث دائما عن الحل السياسى وليس الحل العسكرى، بل على العكس كانت تقول إنه لا يوجد حل أمنى أو عسكرى للأزمة السورية، لأن الوضع فى سوريا معقد جداً والأطراف التى دخلت على الخط زادت من هذا التعقيد إلى درجة أصبح معها الحل العسكرى أمراً لا يتصور، والحل السياسى يجدر اتباعه، والجامعة العربية كانت دائماً تتحدث عن المخرج السياسى للأزمة السورية، وتشجع كل الجهود المبذولة من جانب الأمم المتحدة ومبعوثها لسوريا لمواصلة مفاوضات جنيف، لأننا نعتقد أنه طال الوقت أو قصر هى المخرج لهذه الأزمة.

    ■ كانت هناك أنباء عن زيارة مرتقبة للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، للموصل بعد تحريرها ما صحتها؟

    - لم تطرح هذه الزيارة.

    ■ هل هناك نية لدى الجامعة لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار الموصل؟

    - يتوقف الأمر على طلب الحكومة العراقية.

    ■ هناك أنباء عن معاناة الجامعة العربية من أزمة مالية؟

    - كانت هناك أزمة فى النصف الأول من هذا العام، ولكن الأزمة فى طريقها للحل.

    ■ ما تعليقك على مطالب إنهاء عمل الجامعة العربية بحجة أنها أصبحت عبئاً ولا تقوم بدور فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من أزمات حاليا؟

    - هذه المطالبات تصدر من نوعين من الناس، إما ممن يتعمدون الإساءة للعرب بشكل كامل، وهم لا يرون فى العمل العربى المشترك أى أمر إيجابى، وبالتالى يحاولون إخفاء الجامعة العربية ودورها، وأقول لهم لن تنجحوا فى هذا الأمر، لأن الجامعة قائمة وموجودة وسوف تستمر.

    أما الفريق الثانى، أراهم من الحالمين والمحبطين بسبب الأوضاع الحالية، وهذا أمر مشروع وأنا أتفهم أن تكون هناك إحباطات، وأتفهم أن تكون هناك أحلام كثيرة جداً مرتبطة بالوضع العربى، وكلاهما أمور مشروعة، ولكن ليس الحل الأمثل لتحقيقها إلغاء الجامعة العربية أو حذفها ونسفها من الوجود، فنحن نعتقد أن الجامعة العربية، وهى بيت كل العرب، لها أهمية كبرى وقصوى، لأنها المنظمة الوحيدة التى تجمع العرب تحت مظلتها، فإذا اختفت لن تكون هناك منظمات تجمع العرب وحدهم، وإذا اختفت المنظمات التابعة لها لن تكون هناك منظمات تجمع أيضا العرب وحدهم فى الموضوعات المشتركة بينهم، وبالتالى من المهم أن نعى جيداً هذه الأمور.

    الجامعة العربية عمرها 70 عاماً، وتستطيع أن تبقى أعواماً كثيرة، ولكن بالطبع تحتاج إلى تحسين أدائها وأن تكون فعالة أكثر، لا أريد أن أدخل فى تفاصيل كثيرة، لكن النظر إلى الجامعة فقط من منظور سياسى قد يوصلنا إلى هذه النتيجة، فالجامعة لديها عمل مهم فى المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأرجو من المحبطين أن يراجعوا أنفسهم فى مثل هذه المطالبات.

    ■ عند انتقالك للعمل فى الجامعة العربية كان هذا الأمر مثار تساؤل لدى الكثيرين، خاصة أنك كنت تعمل مساعداً لوزير الخارجية، فما الأسباب التى جعلتك تقبل العمل فى الجامعة العربية؟

    - أولاً أنا لم أترك وزارة الخارجية، لكن تمت إعارتى من الوزارة للعمل بجامعة الدول العربية، وهى الإعارة الثانية لى بالجامعة خلال مسيرتى الوظيفية، والمهمة التى أقوم بها حالياً بالجامعة إلى جانب الأمين العام أعتبرها مهمة قومية، وذلك لأن العالم العربى فى مأزق كبير، والجامعة العربية وقت انتخاب أمينها العام، أحمد أبوالغيط، كانت تواجه مأزقاً كبيراً، ولذلك قبلت فكرة الإعارة فى هذا التوقيت، حتى وإن كان القبول على حساب مسارى الوظيفى داخل وزارة الخارجية، والحمد لله وصلت إلى منصب مساعد وزير الخارجية وهذا منصب مرموق، وعندما أعود للوزارة مرة أخرى أتمنى أن تكون هناك تجارب جديدة وأماكن أخرى أخدم فيها الوطن.

    وأود أن أشير هنا إلى أن الإعارة للجامعة العربية كانت من منطلق هذا المنظور القومى والوطنى الذى نسعى من خلاله لتحقيق مصلحة مصرية وعربية فى المقام الأول.

    ■ شهدت العلاقات المصرية البرازيلية وقت توليك مسؤولية سفير مصر فى البرازيل نهضة كبيرة وتنسيقاً على جميع المستويات لكن من الواضح أنه لم يتم البناء على هذا التحسن فى العلاقات، لماذا؟

    - للأسف الشديد البرازيل نفسها تواجه مشكلات كثيرة، وأعتقد أن هذه المشكلات أثرت على تعاون البرازيل مع دول كثيرة من بينها مصر، ولعل الجميع تابع مشكلة تنحى ديلما روسيف، وأنا عشت فى هذا البلد فترة طويلة وأتمنى للشعب البرازيلى الخير، حيث خدمت هناك سفيراً لمصر 3 سنوات، وفى رأيى تستطيع مصر والبرازيل تحقيق الكثير من خلال تعاونهما الاقتصادى والسياسى، بل أعتقد أن الدول العربية والبرازيل تستطيع أن تحقق الكثير إذا تمكنت من الوصول للصيغة المثلى للتعاون فيما بينها.


    http://www.almasryalyoum.com/news/details/1171386

     

هيئات أخري

البرلمان العربى

المحكمة الادارية لجامعة الدول العربية

محكمة الاستثمار

الآليات العربية المعنية بحقوق الانسان

اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان

لجنة حقوق الانسان العربية -للميثاق

لجنة البرلمان العربي المختصة بالشؤون التشريعية و القانونية وحقوق الانسان

جميع الحقوق محفوظة -جامعة الدول العربية-إدارة تكنولوجيا المعلومات الرجوع إلي أول الصفحة