تفاصيل الحدث
   
  • المعرض المتحفي: سيرة ومسيرة

    "تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الجهود العربية لتحقيق التنمية الشاملة"


    في مثل هذا اليوم، اتخذ العربُ قراراً تاريخياً بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي جامعة الدول العربية التي جسدت وعياً جديداً سرى في أوصال هذه الأمة من الخليج إلى المحيط بأن لسانها عربيٌ، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربيٌ.

    وفي عام 2025 أقامت الأمانة العامة معرضاً متحفياً ليسجل مسيرة 80 عاماً من العمل العربي المشترك الحافلةَ بالإنجازات، من مبادئِها الأولى إلى تأثيرِها المعاصر. للتعرف على جهودِ الدولِ العربية الأعضاءِ في التعاونِ الاقتصاديِّ والاجتماعي والثقافيِّ، وسعيِها الدؤوبِ نحو مستقبلٍ مُزدهر.

    يتناول المعرض تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية ومساندتها للدول العربية في رحلة حصولها على الاستقلال، وجهودها في التنسيق والتوحيد بين دولها الأعضاء في المجالات والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

     DSCF4972.jpg

    فلسطين ... قلب الأمة

    كما تضمن المعرض قسم خاص عن فلسطين، ففي زمن ميلاد جامعة الدول العربية، كانت فلسطين تُصارع قدرها المر مع نشأة إسرائيل، فأصبحت قضيتها هي القلب النابض لاهتمامات العرب. منذ اللحظة الأولى، أعلن ملوك ورؤساء العرب في أول اجتماع لهم أنشاص 1946 أن "فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة، وأن مصيرها مصيرنا جميعًا"

     DSCF4991.jpg

    صون الثقافة وتمكين الشعوب

    في عام 1945، انطلق حلم عربي كبير مع تأسيس جامعة الدول العربية، تمثل في حماية الهوية الثقافية فكانت المعاهدة الثقافية أول لبنة في هذا المسار، تلاها إطلاق مؤسسات ثقافية كمعهد المخطوطات العربية، ومعهد الدراسات العربية العليا، ومكتب تنسيق التعريب، لترسيخ فكرة القومية العربية. في 1964 توجت الجهود باتفاقية الوحدة الثقافية العربية وإنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي أصبحت إلى عام 1970 مظلة تجمع الكيانات العربية الثقافية، ووضعت استراتيجيات قطاعية لاستراتيجية الثقافة العربية وخطتها الشاملة (1985). كما ساهمت الجامعة بفاعلية في إثراء الفكر العربي عبر ترجمة أمهات الكتب وتراثها، والنهوض بالتخريب وتنسيق المصطلحات العلمية.

    ومنذ نشأتها، كانت التنمية الاجتماعية هي المحرك الحقيقي لجامعة الدول العربية بدأت رحلها في هذا المسار في الخمسينيات، لتشهد الستينيات قفرة نوعية، فانبثقت منظمات عربية متخصصة. وفي السبعينيات، ترسخت هياكل الجامعة بتأسيس المجالس الوزارية، التي امتلكت صلاحيات تحويل الرؤى إلى برامج تنفيذية. ومحور العمل دوماً حول الإنسان العربي وتأمين احتياجاته الاساسية وتمكينه من التصدي لجميع أنواع التحديات التي تواجهه إقليمياً وعالمياً.

     DSCF5008.jpg

    جامعة الدول العربية والتكامل الاقتصادي

    تلعب جامعة الدول العربية دوراً رئيسا في التكامل الاقتصادي من خلال تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الإقليمي. فهي تدعم اتفاقيات التجارة الحرة، ومشاريع البنية التحتية، والتوسع النوعي الاقتصادي إلى ما هو أبعد من النفط والغاز. ومن خلال تنسيق السياسات والمؤسسات المالية، تعزز الجامعة الروابط الاقتصادية رغم التحديات كما تسهم التطورات التكنولوجية وريادة الأعمال في الدفع بعالم عربي أكثر ترابطاً وازدهاراً.

    ومن أبرز مشروعات التكامل الاقتصادي العربي التي يبرزها المعرض:

    السوق العربية المشتركة، مبادرات وبرامج الأمن الغذائي العربي، شبكة الكهرباء العربية المشتركة، خط أنابيب الغاز العربي، استراتيجيات تنمية الطاقة المتجددة، مشروع الأحزمة الخضراء لمكافحة تغير المناخ، إطلاق الأقمار الصناعية، الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي.

     DSCF5022.jpg

    نسج الشراكات العالمية: رحلة تقدم مشترك

    لطالما كان حجر الزاوية في الرؤية العربية، منذ البداية، هو التعاون مع سائر الأمم، من خلال إنشاء روابط متينة مع شركاء دوليين عبر منظمات مختلفة؛ مع الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، وكذلك مع دول أسيا، والأميركيين، وآسيا الوسطى، وجزر الباسيفيك، وروسيا، وتركيا، لتتسع شبكة التعاون العربي لتشمل العالم أجمع. معاً نواجه التحديات المشتركة في كل المجالات، ومعاً نسعى لتحقيق التفاهم الثقافي، والتنمية الاجتماعية، والتقدم الاقتصادي في دول جامعتنا العربية.

     

    أصداء ملكية ورئاسية: قادة في جامعة الدول العربية

    رحلة تركز على الزيارات المحورية لرؤساء الدول والملوك إلى مقر جامعة الدول العربية، فمنذ تأسيسها عام 1945 ، لطالما كانت هذه المؤسسة العريقة شاهدة صامتة على لحظات لا تحصى، صاغت مصير العام العربي. كل مصافحة، وكل محادثة داخل هذه القاعات التاريخية، تمثل فصلا حاسماً في قصة الجامعة. فمن خطوات الملوك والرؤساء المؤسسين، وصولاً إلى كبار الشخصيات العالية، كانت هذه اللقاءات اكتر بكثير من مجرد اجتماعات؛ لقد كانت محطات بارزة في العلاقات الدولية. إنها تمثل منعطفات حرجة صنع فيها التاريخ، حين تشكلت التحالفات، وتم التعامل مع الأزمات الإقليمية، وتضاعفت أصوات العرب الجماعية على الساحة العالمية.

     DSCF4995.jpg

    حراس العروبة: أمناء جامعة الدول العربية

    تعاقب على قيادة الجامعة العربية رجال حملوا على عاتقهم أمانة النهوض بالعمل العربي المشترك. سطر كل منهم فصلاً فريداً في تاريخ الجامعة، ملامح تحديات عصره ومبحراً بسفينة العروبة نحو آفاق جديدة. تناول المعرض قصص أمناء عامين تركوا بصماتهم من عبد الرحمن عزام إلى أحمد أبو الغيط.

     

    معلم القاهرة: حكاية مقر جامعة الدول العربية

    في قلب القاهرة النابض، بدأت حكاية عظيمة تروى، قصة نسجت خيوطها من أحلام الوحدة والتآخي العربي. لم تكن مجرد فكرة، بل كانت إرادة صلبة وعزيمة لا تلين، ترجمت تلك الأحلام إلى واقع ملموس. هنا حيث الزمن يروي حكايته، نشأ صرح جامعة الدول العربية، شاهداً على جهود مخلصة، ومنارة تضيء درب الأمة نحو مستقبل مشرق. 

    DSCF5062.jpg

    ***

    جانب من مقتنيات المعرض

    DSCF4977.jpg  DSCF4992.jpg  DSCF4985.jpg

    DSCF5013.jpg  DSCF5007.jpg  DSCF4998.jpg


     
جميع الحقوق محفوظة -جامعة الدول العربية-إدارة تكنولوجيا المعلومات الرجوع إلي أول الصفحة