تحت رعاية جامعة الدول العربية ووزارة الشباب والرياضة، نظم مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتعاون والتنظيم المشترك مع إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية مؤتمر "المجتمع المدني والشباب العربي شركاء لرفع التحديات" تحت شعار "معاً نرفع التحديات" والذي احتضن مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة جلسته الافتتاحية يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر 2025، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور/ نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ومعالي الدكتور/ مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي ووزير التعليم العالي الأسبق، وممثل وزير الشباب والرياضة وممثل قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وسماحة الشريف/ السيد محمود الشرف نقيب السادة الأشراف، والمندوبيات الدائمة للدول العربية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد سعادة السفير د. خالد منزلاوي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية، أن المؤتمر يأتي في إطار إحياء جامعة الدول العربية للذكرى الـ80 لتأسيسها، التي أنشئت في 22 مارس من عام 1945، إيماناً بأهمية العمل متعدد الأطراف في مواجهة التحديات السياسية، كما أشار إلى أن "بيت العرب" شهد محطات تاريخية متعددة، تركت بصماتها على التاريخ السياسي للدول والشعوب العربية، وعززت مسارات التعاون في مختلف المجالات، لتحقيق التنمية الشاملة. وبأن الجهد العربي الجماعي تكلل أيضاً بإنشاء العديد من منتديات التعاون، وتطوير العلاقات العربية مع القوى الكبرى إقليمياً ودولياً، ومع مختلف التجمعات الإقليمية والمنظمات الأممية، ودعا سعادة السفير الشباب العربي إلى مثابرة العمل الجاد ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، لتحقيق النقلة النوعية نحو مجتمع المعرفة والتحول الرقمي، كما دعا إلى إدماج الشباب في صناعة القرار، وتمكينهم من المشاركة في مسيرة التنمية والتقدم، مشيراً إلى أن إعلان بغداد الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية 34 وكذا القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة والمنعقدتان في بغداد بجمهورية العراق في 17 مايو/آيار 2025، أكد على أهمية تعزيز دور الشباب العربي والمجتمع المدني في صياغة مستقبل التنمية العربية.
ومن جانبه أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، وسر قوتها، وعنوان مستقبلها، موضحًا أن الإسلام نظر إلى الشباب باعتبارهم السواعد التي تبني الحضارات وتقيم العمران، وأنهم القوة الصلبة التي تذود عن الأوطان وتدافع عن الكرامة، وأوضح أن دار الإفتاء المصرية تعطي الشباب عناية خاصة في برامجها ومبادراتها، وتعمل على تعزيز وعيهم الديني والوطني، ومواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي تعترض طريقهم مؤكدًا أن دار الإفتاء تتبنى المنهج الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الشباب، وتعمل على صياغة الفتاوى بلغة عصرية دقيقة تتناسب مع فكرهم وثقافتهم، كما تحرص على تأهيل المفتين ورفع وعيهم بالواقع المعاصر حتى تكون الفتوى متسقة مع الواقع غير منفصلة عنه. وأكد فضيلته أن الهدف من تلك الجهود هو بناء وعي الشباب العربي وتأهيلهم ليكونوا سواعد بناء وحماة فكر وجنود وعي وانتماء، قائلاً بأن "الشباب هم طاقة الأمة التي بها تصان العقيدة وتحيا القيم وتقوم الحضارة، فإذا وُجهت هذه الطاقة الوجهة الصحيحة عمرت الأرض بالخير والحق والعدل، أما إن أُهملت أو أُسيء توجيهها فإن الخطر لا يقتصر على الأمة وحدها، بل يمتد إلى مستقبل الإنسانية كلها".
بدورها أبرزت الدكتورة/ مشيرة أبو غالي، رئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة أن المؤتمر يأتي في اطار الاحتفال بمرور 80 عام على تأسيس جامعة الدول العربية بغرض تسليط الضوء على جهود الجامعة العربية في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة العربية، وعرض المبادرات الاقليمية العربية التي ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك، وعرض تجربة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة لدعم الشباب بكافة المجالات التنموية، وفتح آفاقً مستقبلية أمام المجتمع المدني والشباب العربي لوضع خطة تحرك تسهم في رفع تحديات التي تواجه الأمة العربية لتعزيز التلاحم العربي ودعم التنمية والسلام لخلق بيئة تحتضن الإبداع والابتكار، وتدفع عجلة الاستقرار والازدهار في المنطقة بأسرها.
وأشارت إلى أن المؤتمر يسعى إلى ابراز الدور المجتمعي لجامعة الدول العربية في ظل التحديات الراهنة ودورها المحوري في تسليط الضوء على قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية وخاصة الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كما يستعرض المؤتمر التجارب الناجحة لتفعيل العمل العربي المشترك بين جامعة الدول العربية ومجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، وابراز دور المجتمع المدني والشباب في ضوء ما يشهده العالم من تحديات وصراعات جسام تتطلب تكاتف الجهود وتفعيل الأدوار والانجازات وتعزيز الترابط العربي بين الشباب والمجتمع المدني، كما نوهت على أنه سيعقد على هامش المؤتمر "مهرجان الشباب العربي للثقافة والفنون واحياء التراث" ومعرض "تراثي أصل عروبتي" بمشاركة واسعة من ممثلي الدول العربية، وعدد كبير من المؤسسات الأكاديمية، والمجتمعية، والإعلامية، والشبابية.
وبعد انتهاء فعاليات الجلسة الافتتاحية، قام السادة الحضور بزيارة إلى المعرض المتحفي لجامعة الدول العربية "سيرة ومسيرة" واطلعوا على القصص السردية المختلفة التي تروي قصة جامعة الدول العربية منذ تأسيسها ودورها المحوري في دعم حركات التحرر في الدول العربية وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول الأعضاء.
