تفاصيل الحدث
   
  • منتدى التعاون العربي الصينى

    نشأة المنتدى:

    قام الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة إلى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في يوم 30 يناير عام 2004 حيث التقى عمرو موسى الأمين العام للجامعة في ذلك الحين والمندوبين الدائمين ويضم في عضويته 22 دولة هم  " الاردن، الامارات، البحرين، تونس، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، سوريا، الصومال، العراق، عمان، فلسطين، قطر، جمهورية القمر المتحدة، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن". وبعد اللقاء  أعلن وزير الخارجية الصيني في ذلك الوقت لي تشاوشينغ وعمرو موسى تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي بإصدار "بيان مشترك" بشأن تأسيس المنتدى الذي يهدف بصفة عامة إلى تعزيز الحوار والتعاون ودفع عجلة التنمية والتقدم .

    الأهداف:​

    1.  تعزيز الحوار والتعاون، دفع التنمية والتقدم
    2.  السعي للارتقاء بالعلاقات الودية بين الصين وافريقيا إلى مستوى أعلى
    3.  تعزيز التوافقات الاستراتيجية بين الجانبين من أجل الحفاظ على علاقاتهما الودية وتعزيز الأساس السياسي لوحدتهما والتعاون وضخ زخم قوي في تنمية العلاقات الثنائية في الحقبة الجديدة .
    4.  مسار تنمية العلاقات المستقبلية. ومن أجل بناء مجتمع أقوى ذى مستقبل مشترك بين الصين والدول الإفريقية وتحقيق تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة فانه سيهدف للتنسيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الافريقي 2063 واستراتيجيات التنمية الخاصة بدول أفريقية.
    5.  المساهمة في المزيد من التدابير الهادفة والفعالة فى تنظيم الموارد الطبيعية الإفريقية وحصص السكان وامكانات السوق مع الاستثمارات والمعدات والتكنولوجيا الصينية حتى يصبح تعاونهم موجه للسوق بدلا من ان تقوده الحكومة ، الى جانب التوسع الى قدرة الانتاج من تجارة السلع والقيام بالمزيد من الاستثمارات بدلا من مشروعات يتم التعاقد عليها .
    6.  تعزيز التعاون الجنوبي وستسعى لتعاون جديد بين الدول النامية والحصول على دعم دولي قوي لجهودهم .

    منتدى التعاون العربي الصينى:  

    انطلق في العاصمة الصينية بكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، وافتتح المنتدى الرئيس الصيني شي جينبينغ، بحضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والسيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية ووزراء خارجية الدول العربية المشاركة، أبرزهم الوزير سامح شكري، ونظيره السعودي عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ومستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وقد القى الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابا في الجلسة الافتتاحية تقديراً لأهمية علاقة بلاده بالدول العربية.

    ويجرى ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻣﺮﺓ ﻛﻞ عامين في إحدى تلك الدول أو ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ العربية، ويرتبط به ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ .

    كما التقى على هامش أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وانج تشي شان نائب رئيس الصين. وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن اللقاء شهد حواراً حول سبل تحقيق نقلة نوعية في مجرى العلاقات العربية الصينية خلال المرحلة المقبلة تأسيساً على العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط الصين والمنطقة العربية، والتي يدعمها حالياً وجود توافق في الرؤى بين الجانبين حول الكثير من الموضوعات، بما في ذلك من خلال الحوار المؤسسي الذي يجسده منتدى التعاون العربي الصيني.

    وعلى صعيد متصل، قد بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وانج تشي شان نائب الرئيس الصيني، العلاقات الثنائية بين مصر والصين وسبل ارتقائها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكدا تقدير مصر لتلك العلاقات التي تتميز بقدر كبير من الخصوصية.

    وأوضح بيان للخارجية المصرية أن نائب الرئيس الصيني أكد حرص بلاده على دعم الجهود المصرية لتحقيق التنمية، مشيرا إلى أن العلاقة القوية والمصالح المشتركة وتطابق المواقف بين البلدين.

    ويهتم الجانبان العربي والصيني بتهيئة الخطط لخلق تعاون استراتيجي شامل مشترك بين الجانبين، يتضمن السياسة والأمن والترابط الاستراتيجي والتعاون العلمي والتبادل الإنساني والثقافي وغيرها. ويستغل الطرفان الإرث الكبير في العلاقات العربية الصينية منذ زمن قديم حين كانت التجارة هي مصدر العلاقات الأول وذلك عبر طريق الحرير البحري والبري القديم الذي ساهم في التواصل بين الطرفين منذ القدم، مروراً بفترة كانت الطاقة هي محور العلاقات بين البلدين من خلال التبادل والبيع وإعادة التكرير، حتى وصل الطرفان إلى شراكة في مجال التكنولوجيا من خلال المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا. ونتج عن الاهتمام المشترك بالتكنولوجيا إقامة المنتدى الصيني العربي لنظام «بيدو» للملاحة بالأقمار الاصطناعية كما يرى المصري الدكتور إمام غريب الباحث والمهتم بتاريخ العلاقات العربية الدولية.

    وقال أحمد حسن اليافعي رئيس الجالية العربية في كوانزو بالصين أن التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية زادت فعاليته مع تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في عام م 2004 وأصبح هذا المنتدى بمثابة إطار التعاون بين الدول العربية والصين في مجالات متعددة. مبينا أنه وبحكم عمله في الصين والتقائه بعدد من الدبلوماسيين فإن الصين لديها رغبة في تعزيز التعاون المتبادل مع الدول العربية».

    مبادرة «الحزام والطريق»:

    شدد شاو شنغ مسؤول إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21» مع الدول الواقعة على طول مبادرة «الحزام والطريق». والهدف من مبادرة «الحزام والطريق» هو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والإنساني لتحقيق التواصل السياسي، وكذلك ترابط الطرق وبالتالي تدفق التجارة بين البلدان، وزيادة التفاهم بين الشعوب.

    وقد علق على ذلك المهندس عرفات حراحشة رئيس مجلس رجال الأعمال العرب في الصين بقوله: «مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة شاملة تهدف إلى خلق مزيد من التعاون والنجاح المشترك انطلاقا من التجربة الصينية التي أبهرت العالم ومن خلال هذه المبادرة التي تركز على وضع سياسات واضحة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية للاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدى الشركاء والعمل على استغلالها إيجابيا».

    الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد ضرورة تعزيز الروابط بين مبادرة الحزام والطريق الصينية وأهداف التنمية المستدامة:

    شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) الصيني وهو مبادرة تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتصب في دعم أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير القدرة على الوصول للأسواق لمختلف الدول.

    وقال غوتيريش، في العاصمة الصينية بيجينغ، إن العالم يمر بمنعطف دقيق يشهد فيه تحديات غير مسبوقة وأيضا فرصا فريدة.

    وأضاف أن العقود الأخيرة شهدت تقدما كبيرا على مسار التنمية البشرية، إذ انخفض عدد من يعيشون في الفقر المدقع بمقدار النصف. وأشار إلى أن الصين وحدها أخرجت أكثر من 600 مليون شخص من هوة الفقر.

    كما توفرت لمليارات البشر مياه الشرب، والتحق الملايين بالمدارس، وتحقق تقدم في مكافحة الملاريا والسل وغير ذلك من الأمراض الفتاكة.

    ولكن رغم كل هذا التقدم، قال الأمين العام إن الملايين الذين لم تشملهم مزايا العولمة، تركوا ليتخلفوا عن الركب.

    "انعدام المساواة داخل الدول وفيما بينها، يسبب التوترات الاجتماعية وأحيانا الصراع. إن الأنظمة البيئية في الكوكب تتدهور بمعدلات مثيرة للقلق، وأصبح تغير المناخ خطرا كبيرا. إن عدم القدرة على حل الصراعات القديمة ومنع نشوب صراعات جديدة، أدى إلى معاناة هائلة. ويزيد الإرهاب وعوامل الضعف، فيما تتراجع الثقة. الثقة في الحكومات وفي العولمة والقيم التي تجمعنا معا."

    ويتمثل التحدي الآن، كما قال الأمين العام، في إحياء التعاون الدولي من أجل الصالح العام، وبناء حياة مسالمة وكريمة للجميع.

    وذكر أن العالم يمتلك، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، الموارد الكافية والتكنولوجيات المتقدمة لإنهاء الفقر المدقع وخفض انعدام المساواة، ولوضع الكوكب على طريق الاستدامة.

    وأشار إلى الاستراتيجيات الجديدة الملهمة التي اتفق عليها الجميع ومنها أجندة التنمية المستدامة 2030 التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030، واتفاق باريس للمناخ، وأجندة عمل أديس أبابا حول تمويل التنمية.

    وقال الأمين العام إن مبادرة (الحزام والطريق) وأجندة 2030، مختلفتان في الطبيعة والنطاق، ولكنهما تشتركان في الهدف الأكبر وهو التنمية المستدامة.

    كما أنهما تسعيان إلى خلق الفرص والتعاون الذي يصب في مصلحة الجميع، وتهدفان إلى تعميق التواصل بين جميع الدول والمناطق فيما يتعلق بالبنية الأساسية والتجارة والتمويل والسياسات، وربما أيضا الناس وهو الهدف الأهم.

    "من أجل استفادة جميع الدول في مبادرة (الحزام والطريق) من التحسن المحتمل للتواصل، من المهم أن يتم تعزيز الروابط بين المبادرة وأهداف التنمية المستدامة. الأهداف التنموية السبعة عشر يمكن أن ترشد السياسات والعمل في (الحزام والطريق) باتجاه تحقيق التنمية المستدامة. وفيما تنفذ المشاريع تحت المبادرة، فلنعمل معا لتعزيز المعايير البيئية والاجتماعية الدولية ولضمان أن المزايا تتعدى المدن لتصل إلى المناطق الريفية."

    ومع الاستثمارات الهائلة التي من المتوقع أن تولدها المبادرة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى انتهاز الفرصة لمساعدة الدول على الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بدلا من مواصلة الممارسات غير المستدامة لعقود قادمة. وشدد في هذا الإطار على أهمية القيادة الصينية.

    واختتم غوتيريش خطابه في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) بالاقتباس من مثل صيني يقول "بناء الطريق هو أول خطوة باتجاه الرخاء"، وأكد أن منظومة الأمم المتحدة مستعدة للانضمام إلى الرحلة على هذا الطريق من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والوفاء بوعد عدم التخلي عن أحد.

    التعاون الاقتصادي والتجاري:

    ومنذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني، تم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، وظهر تزايد واضح في حجم التجارة كما يشير مسؤول إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية في حجم التجارة.

    وقد علق عادل الطالبي نائب رئيس مجلس الجاليات العربية أن مثل هذه الخطوات إيجابية من قبل صانعي القرار في الدول العربية، مؤملاً أن تعود هذه العلاقات على الدول العربية وكذلك الصين بصورة إيجابية كمنفعة متبادلة للطرفين.

    ويذكر شاو شنغ أن بلاده أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية إذ بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 36.7 مليار دولار في عام 2004 وتجاوزت 100 مليار دولار في عام 2008 وما زالت في تصاعد تدريجي حتى وصلت إلى مبلغ 191.352 مليار دولار في عام 2017 بزيادة 11.9 في المائة عن العام الذي سبقه.

    الأمن والسلام:

    ظهر تعاون واضح بين الطرفين منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، في مجال الأمن والسلام ويرى عصام طويلة ممثل الجالية الأردنية وعضو مجلس رجال الأعمال العرب بالصين أنه «مع تسارع الأحداث السياسية والاجتماعية التي أثرت بشكل كبير على أمن وسلام الشرق الأوسط ومن حوله كان لا بد من إظهار الوجه الآخر الحقيقي لحرص مجتمعات الشرق الأوسط على كل نواحي الأمن والسلام وذلك بتعزيز الحركة الاقتصادية والاجتماعية الكبرى من وإلى الصين». مضيفا أن «التجمعات الاقتصادية العربية كانت خير مثال وطريقا مختصرا للعمل التجاري الجاد بتجمع اقتصادي كبير ويكبر كل يوم ليكون توجه المجتمعات نحو المنفعة الربحية الجيدة التي تساهم بقوة بإحلال الأمن والسلام اللازم لذلك التقدم الاقتصادي». ويبدي طويلة شكره لكل من ساهم بهذا التعميق المباشر وغير المباشر لمفهوم الاقتصاد والتجارة وما تفعله بالأمن والسلام لكل الأطراف المشاركة بذلك التعاون.

    التنمية الاجتماعية:

    للتنمية الاجتماعية أهمية كبيرة ولذلك كان لها نصيب كبير من الاهتمام بين الطرفين منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وتمت زيادة التعاون في مجالات الصحة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والغابات وحماية البيئة وغيرها من مجالات التنمية الاجتماعية، ويرى ياسر هنيئة عضو مجلس رجال الأعمال العرب أن جانب التعاون الثنائي في المجال الاجتماعي مهم للطرفين ولا سيما «في خضم الأحداث العالمية المتلاحقة والأوضاع السياسية المتوترة حيث تخيم على العلاقات الدولية توترات متعددة وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها، مما يتحتم على الطرفين الصيني والعربي تعزيز ومد المزيد من جسور التعاون المشترك فيما بينهما وضرورة السير معاً».

    المجال الثقافي:

    قال باي هيبو مدير الإعلام والعلاقات الأجنبية بوزارة الخارجية الصينية إن بلاده والدول العربية لديها تاريخ وحضارة طويلة أثرت على العالم. ويرى رئيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين المهندس عرفات حراحشة أن «أهم ما يميز الحضارتين العربية والصينية هو تنوعهما الثقافي الثري وتعمل الدول العربية والصين على فتح المجال أمام انسياب هذا الموروث على كافة المستويات الثقافية والفنية والتعليمية وأكثر ما نلحظ هو حجم المنح الثقافية والتعليمية والمكتبات والمعاهد لتعليم اللغة الصينية في الدول العربية واللغة العربية في الجامعات الصينية».

    وقالت وكالة الأنباء الصينة "شينخوا"، أن علاقات التعاون الاستراتيجية الصينية العربية التي تتميز بالتعاون الشامل والتنمية المشتركة، وتم الارتقاء بها إلى الشراكة التي تمثل مستوى أعلى للتعاون الثنائي، حيث لم تقم الصين الشراكة مع العالم العربي ككل في السابق، مشيرة إلى أن الوصول بالعلاقات الثنائية إلى ذلك المستوى يعد نتيجة محتومة للتعاون السريع والسليم بين الجانبين، خصوصًا في إطار بناء مبادرة "الحزام والطريق" .

    وأضافت الوكالة أن الجانبين حصدا ثمار التعاون في مجالات متنوعة، مثل الطاقة والتجارة والاستثمار والأقمار الصناعية والطاقة الإنتاجية، وأصبحت الصين أكبر شريك تجارى لعشر دول عربية

    ولفتت وكالة "فرانس برس" إلى أنه منذ تولي الرئيس شي جينبينغ، أشرف على جهود منسقة من أجل توسيع نفوذ الصين في الشرق الأوسط وافريقيا، حيث تركز رؤيته على مبادرة "الحزام والطريق" لما قيمته ترليون دولار من البنى التحتية من أجل إعادة إحياء طريق الحرير السابقة، وتشمل تمويل مرافئ وطرق وسكك للحديد في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بناء القاعدة العسكرية الاولى للبلاد في جيبوتي العضو في جامعة الدول العربية، وسبق أن قدمت الصين قروضًا لدول عربية من بينها 1.3 مليار دولار لجيبوتي وحدها، بحسب تقديرات مبادرة الابحاث الصينية الإفريقية ومقرها الولايات المتحدة .

    ويسعى الجانبان العربي والصيني إلى تهيئة الخطط لخلق تعاون استراتيجي شامل مشترك بين الجانبين، يتضمن السياسة والأمن والترابط الاستراتيجي والتعاون العلمي والتبادل الإنساني والثقافي وغيرها، ومنذ تأسيس المنتدى تم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، وظهر تزايد واضح في حجم التجارة كما يشير مسؤول إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية في حجم التجارة .

    وفي السياق نفسه، أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أهمية المنتدى للدول العربية، في ظل سياستها للانفتاح حاليا، وأنه تجربة مهمة لفتح منافذ بالمنطقة لسلع جديدة توفر احتياجاتها بأسعار مناسبة .

    وأوضح عبده، لـ"الوطن"، أن الصين تعتمد في سياستها الخارجية على عقد منتديات التعاون مع غيرها من الدول والمناطق الاقليمية، وهو النهج نفسه التي بدأت عدد من الدول الأخرى اتباعه، من أجل الترويج الاقتصادي لها والانفتاح على عيرها من البلدان، مشيرا إلى أهمية تلك اللقاءات بالنسبة لمصر، لضخ استثمارات ومشروعات جديدة بها .

    وشاركه بالرأي نفسه، الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، بأهمية تلك المنتديات لمصر وضرورة الاستفادة منها على المستوى المحلي، مؤكدا ضرورة توقيع بروتوكولات بين مصر والصين في مجالات متعددة لتبادل الخبرات وتنمية المهارات وإعداد القادة، لإرسال بعثات من البلاد للتدريب بها والاطلاع على التكنولوجيا الجديدة والاستفادة من التجارب المختلفة.

    وزارة الخارجية الكويتية:

    قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الثلاثاء، إن ‏منتدى التعاون العربي الصيني ومبادرة الرئيس الصيني شي جينبينغ حول (الحزام والطريق) رسما مسارا واضحا للعلاقة بين الدول العربية والصين في شتى المجالات.

    وجاء تصريح الوزير الكويتي على هامش ترؤسه وفد دولة الكويت في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي تستضيفه بكين.

    وأضاف أن المسار جرى تحقيقه خلال الأربع سنوات الماضية منذ إعلان الرئيس الصيني لمبادرة (الحزام والطريق)، مشيرا إلى وجود برامج تنفيذية تم تحقيقها في هذا المجال، فضلا عن التنسيق والتشاور السياسي والاقتصادي والتعاون الثقافي والسياحي المستمر بين الجانبين العربي والصيني.

    ودعا إلى ضرورة التخفيف من حدة البعد الجغرافي بين الدول العربية والصين عبر التشاور ‏والحوار وإقامة مشروعات مشتركة اقتصادية وتجارية وثقافية.

    وأشار إلى تأكيد الرئيس الصيني شي جينبينغ ضرورة تعميق الشراكة بين الجانبين العربي والصيني، فضلا عن تطرقه إلى جملة من القضايا العربية، ولاسيما المعقدة منها.

    وقال الوزير الكويتي:" نحتاج إلى الصين كدولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن للبحث والتحاور معها حول تلك القضايا، وإيجاد تفاهم وحلول بشأنها"، مضيفا أن "الصين تدعم حقوق الشعوب وتدعم الحرية ‏والعدالة والمساواة، وهذه المواقف تتضح جليا في جميع قضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

    ولفت إلى الدعم المستمر الذي تقدمه الصين للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

    وشدد على وجوب التركيز على برنامج التنمية الذي أعلن عنه الرئيس الصيني في المنتدى لإعادة الاعمار في عدد من الدول العربية، مشيرا إلى تخصيص الحكومة الصينية (حوالى 100 مليون دولار) لمساعدة سوريا واليمن ولبنان والأردن، إذ ستساهم هذه المبادرات في تخفيف معاناة الشعوب العربية.

    وأكد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أهمية اعلان الصين عن زيادة حصتها في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين  الفلسطينيين (أونروا) لتتمكن الوكالة من القيام بمهامها على أكمل وجه، لاسيما بعد قيام الولايات المتحدة الأميركية بتخفيض مساهمتها فيها.

    وأوضح أن كلمة الرئيس الصيني في المنتدى، وما تضمنتها من قرارات ومواقف، ترسم خارطة طريق وتضع ركائز لتعزيز المسارات في خطة الشراكة الاستراتيجية، ومن شأنها دفع العلاقات بين الصين والدول العربية نحو آفاق أوسع وأرحب.

    وقد وقعت الكويت والصين على هامش المنتدى المنعقد في بكين، حزمة من اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.

    وتشمل الاتفاقات المبرمة مجالات مختلفة بدءا من الاتصالات، ووصولا إلى التجارة وأبرزها مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمار المباشر بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية، والمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية.

    وفي مؤتمر صحفي، أكد سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أن الصين تحتل المركز الثاني بين مستوردي نفط بلاده ومشتقاته، موضحا أن صادرات الكويت غير النفطية للصين تعادل 480 مليون دولار، فيما تبلغ وارداتها منها ما يقارب 5 مليارات دولار فضلا عن الاستثمارات الكويتية الضخمة في السوق الصينية.

    وشدد على دعم الكويت لـ"مساعي الصين لإيجاد حلول سلمية للنزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية عبر المشاورات والمفاوضات والاتفاقيات الثنائية وعلى أساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".

    وأضاف ما يحدث في بعض البلدان العربية "لا يزال يدمي قلوب أبناء أمتنا العربية لأن مصيرها لا يزال يقع ضمن دائرة المجهول الأمر الذي يدعونا إلى التوجه لأصدقائنا في الصين للعمل معنا لنتمكن من تجاوز ما نواجهه من تحديات.

     

هيئات أخري

البرلمان العربى

المحكمة الادارية لجامعة الدول العربية

محكمة الاستثمار

الآليات العربية المعنية بحقوق الانسان

اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان

لجنة حقوق الانسان العربية -للميثاق

لجنة البرلمان العربي المختصة بالشؤون التشريعية و القانونية وحقوق الانسان

جميع الحقوق محفوظة -جامعة الدول العربية-إدارة تكنولوجيا المعلومات الرجوع إلي أول الصفحة