تفاصيل الحدث
   
  • ثنائية الإعلام والأزمات

     تشهد المنطقة العربية تزايداً ملحوظاً في تواتر وحدة الأزمات واتساع نطاقها في الفترة الأخيرة. إذ يتبيّن أن الخلل الذي أصاب الكثير من الدول العربية كان أعمق مما تصوّره الكثيرون، بل زاد من حدة الأزمات وفاقم الاستقطاب في مجتمعاتها، وأثر على احتمالات الوصول إلى التسويات أو المصالحات السياسية في مناطق الصراع. وكان له تداعيات خطيرة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والإنساني لازالت مجتمعاتنا ودولنا تعاني منها.

    وتتنوع هذه الأزمات في نوعها وحدتها لدرجة تعجز فيها معظم الدول عن مواجهة تداعياتها بصورة فردية، الأمر الذي يحتم ضرورة العمل الجماعي لمواجهة الأنواع المختلفة من الأزمات وفي مراحلها المختلفة ، فبالإضافة إلي التحديات، الموروثة والمستمرة منذ عقود،- والتي لاتزال تداعياتها تؤثر على الواقع العربي الراهن- فرضت التطورات الدولية والإقليمية والداخلية ايضا تحديات جديدة.

    علم إدارة الأزمات:

    وفي ظل تفاقم الأزمات في العالم الحديث برزت الحاجة إلي علم مستقل يختص بالأزمات والكوارث، وكيفية إدارتها ومواجهتها، وتعتبر إدارة الأزمات مظهرًا من مظاهر التعامل الإنساني مع المواقف الطارئة أو الحرجة، ولم تكن تُعرف باسم إدارة الأزمات؛ وإنما عُرفت ببراعة القيادة، أو حسن الإدارة. كما تُعرف بـ" فن إدارة السيطرة والتحكم"، أى محاولة السيطرة على الأحداث في مراحلها المختلفة، ومواكبة مسارها، وعدم السماح لها بالخروج عن نطاق التحكم أو الحد من مخاطرها وأضرارها في أقل الأحوال".

    وتُعرف أيضًا بـ "كيفية التعامل مع الأزمة والتغلب عليها بالأدوات العلمية المختلفة لتجنب سلبياتها والاستفادة منها مستقبلًا". وتوجد مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تؤثر سلبًا على إدارة الأزمات، أهمها نقص المعلومات، وعدم تحديد الفئة المستهدفة، وغياب استراتيجية إعلامية محددة للتعامل معها. 

    دور القيادات في التعامل مع الأزمات من منظور اعلامي:

    وحول دور القيادات في التعامل مع الازمات من منظور إعلامي،  نظمت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي الشهر الماضي بمشاركة جامعة الدول العربية ملتقى علمي بعنوان “القيادات والإعلام أثناء الأزمات” ناقش عدد من المواضيع المتعلقة بدور الإعلام أثناء الأزمات وعقدت جلسات متنوعة ومنها، "القيادات والتعامل مع الاعلام الجديد أثناء الأزمات"، "المتحدثون الإعلاميين في الأزمات"، "التعامل مع الشائعات والحملات الإعلامية المعادية أثناء الأزمات"، "ثنائية الإعلام والأزمات"، و"الخطط الإعلامية للأزمات ورصد الخطاب الإعلامي".  وقد شاركت السفيرة د.هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام والاتصال خلال الملتقى بورقة قدمتها بعنوان " ثنائية الاعلام والأزمات" تعرضت لعدة أمور ، منها على سبيل المثال:

    دور الاعلام في مواجهة الأزمات:

    ويتضح أهمية ودور وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، حيث لم تعد وسائل الاعلام مجرد ناقل للأخبار والأحداث، اذ لم يعد الاعلام بمفهومه الحديث وسيلة لنقل الأحداث فقط، وإنما بات الإعلام يلعب دوراً على مستويات مختلفة من خلال مراحل عدة منها مرحلة المعرفة، ومرحلة الإدراك والتأثير على الوجدان، ومن ثم مرحلة الاستجابة والتغيير.

    ومنذ بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في الانتشار وبالتحديد مع ظهور الفيسبوك عام 2004، شهدت وسائل الإعلام تطوراً سريعاً أدى إلى نقلة نوعية في الطريقة التي يتواصل بها العالم. وساهمت في مساعدة الأفراد للتعبير عن آرائهم وهمومهم ومشاركة المحتوى على الأجهزة النقالة بطرق لا يمكن لأحد أن يتصور. حيث أدت الى تحول في الجغرافيا السياسية والاجتماعية والثقافية وعالم الأعمال بشكل جذري.

    ومما لا شك فيه أن قوة وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن تجسيدها من خلال الأرقام والتي أصبحت تحكي قصة هذه القوة المتعاظمة. فهناك اليوم حوالي  1.3 مليار نشط يستخدمون الفيسبوك، 82 في المئة منهم من خارج الولايات المتحدة وكندا. وكذلك هناك 270 مليون مستخدم نشط لتويتر التي ترسل 500 مليون تويت في اليوم الواحد. ويومياً، يشاهد 4 مليارات من أشرطة الفيديو على يوتيوب و 60 مليون صورة يتم تحميلها على إينستاجرام.

    وما من شك في أن الإعلام يعد من أهم ركائز أي مجتمع؛ حيث يتم الاعتماد عليه في تشكيل رأي عام تجاه قضايا مجتمعية كثيرة؛ منها على سبيل المثال: المشروعات القومية الكبرى، وفي التنمية والتعليم والسياسة الخارجية والصحة والزراعة، والعلاقات الاجتماعية والثقافة، والدين وغيرها، وهو الذي يسهم في رسم الصورة الذهنية للمجتمع في الداخل والخارج.

    وإذا صح الإعلام وكان أداؤه جيدًا، ويتسم بالشفافية والمهنية - فإنه يصبح عاملاً مساعدًا ومؤثرًا في إقرار الأمن والاستقرار، والوئام وفي دفْع عجلة التقدم والازدهار، أما إذا كان الإعلام منحازًا لمصالح فئة على حساب أخرى، وغابت عنه الشفافية والمهنية، فإنه يصبح عبئًا ثقيلاً على المجتمع، بل وقد يؤثر بالسلب على مسيرة تقدمه، وقد يُودي به، ويُفسد حياة الشعب، وقد يفسد علاقات الوطن بدول الجوار وبدول العالم الأخرى التي ترتبط مصالحه بها.

    وأشارت معالي السفيرة د.هيفاء أبوغزالة إلى التحديات الحقيقية والصعبة التي تواجه الإعلام العربي في الوضع الراهن والتي تحتاج إلى وقفات حازمة من المؤسسات الإعلامية العربية، وخاصةً أمام الأوضاع العربية الحالية. فمن الضروري التفكير في الإعلام العربي وفق معطيات الحالة العربية والدولية التي يعيشها الإعلام الحالي، وفي ظل الحالة التحولية لواقعه. حيث أن فلسفة الإعلام قد تغيرت، وأن منظومة الإعلام التقليدي تؤول إلى التغيير.  وفي هذا السياق، تطرقت إلى:

    جهود جامعة الدول العربية في مجال التعامل مع الأزمات:

    وأكدت أن " جامعة الدول العربية لم تغفل أهمية وضرورة مواكبة العصر في مجال التعامل مع الأزمات، حيث بدأت جهود الأمانة العامة في هذا المجال منذ عام 2009 حين وقعت مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة مالطا للتعاون العربي- الأوروبي لبناء قدرات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مجال الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات، والتعاون في مجالات منع الصراعات، وتقييم المخاطر، وبناء السلام.

    وفي أعقاب ذلك، تم توقيع اتفاقية أخرى عام 2010 لتنفيذ مشروع مشترك مع الاتحاد الأوروبي تحت عنوان: "تعزيز قدرة الجامعة العربية في الاستجابة للأزمات". حيث  أصدر الأمين العام للجامعة قرارًا يقضي بإنشاء إدارة للأزمات ضمن الهيكل التنظيمي للأمانة العامة.  وإيماناً من الأمانة العامة للجامعة بالعلاقة الوثيقة بين الأزمات والإعلام تم إلحاق إدارة الأزمات المستحدثة بقطاع الإعلام والاتصال داخل هيكل الأمانة العامة، كما تم في نوفمبر 2012، توقيع اتفاق بين الأمانة العامة للجامعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليكون الجهة المنفذة لهذا المشروع، وتم افتتاحه في مارس من عام 2013.

    crisis room 1.jpg

    وقد عملت الجامعة العربية خلال الأعوام القليلة الماضية على استكمال البنية الأساسية لإدارة الأزمات، وتزويدها بأحدث التكنولوجيات المتاحة في مجال جمع وتحليل المعلومات، ووسائل الاتصالات، حيث يمكن للإدارة متابعة التطورات السياسية والاقتصادية في العالم عمومًا وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص. وقد انتهت المرحلة الأولى من هذا المشروع محققة عدد من النجاحات مما شجع الشركاء على البدء في مرحلة ثانية للمشروع."

    بدأت الأمانة العامة وبناء على نجاح المرحلة الاولى من مشروع إدارة الأزمات بالعمل مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الامم المتحدة الانمائي على تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، حيث تم التركيز في إطار المرحلة الثانية من مشروع الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات فيها على تطوير قدرات الامانة العامة والدول العربية في مواجهة الأزمات من خلال برامج تدريبية تم تحديدها وفقاً لمتطلبات الدول. وقد  تجاوبت مع طلب الأمانة العامة العديد من الدول العربية، بالتأكيد على دعمها في بناء غرف للأزمات، وتنسيق عملية تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، والمساهمة في إنشاء قواعد بيانات ونظم المعلومات الجغرافية، وتنظيم تمارين محاكاة وطنية وإقليمية ودولية. كما طلبت أيضاً تلك الدول تدريب كوادرها في مجالات الإنذار المبكر، وجمع وتحليل البيانات والمعلومات لدعم صنع القرار، وتحليل المخاطر، والاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية.

      وتعمل الأمانة العامة خلال هذه المرحلة في مجال تعزيز القدرة المؤسسية لكوادر الامانة  العامة، على عدد من المجالات ومنها: الموضوعات المتعلقة بالتعامل مع النزاعات، والموضوعات ذات الصلة بإنشاء البعثات الميدانية للمراقبة وحفظ السلام بهدف تلبية احتياجات الامانة العامة  والدول العربية بالإضافة إلي توفير كوادر في قادرة على العمل والتميز في مختلف هذه المجالات.

     

هيئات أخري

البرلمان العربى

المحكمة الادارية لجامعة الدول العربية

محكمة الاستثمار

الآليات العربية المعنية بحقوق الانسان

اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان

لجنة حقوق الانسان العربية -للميثاق

لجنة البرلمان العربي المختصة بالشؤون التشريعية و القانونية وحقوق الانسان

جميع الحقوق محفوظة -جامعة الدول العربية-إدارة تكنولوجيا المعلومات الرجوع إلي أول الصفحة