موضوعات متنوعة

بتوقيت القاهرة

موضوعات متنوعة

الجامعة العربية تحتفل باليوم العربي لحقوق الانسان

التاريخ: 2018/03/16

تحتفل جامعة الدول العربية في 16 مارس من كل عام باليوم العربي لحقوق الإنسان والذى يتم احياؤه هذا العام تحت شعار "حقوق الإنسان والتنمية المستدامة" كصنوان متلازمان لا يفترقان، كل منهما يدعم الآخر. فالحق في التنمية هو من حقوق الإنسان الأساسية كما أكد على ذلك إعلان الأمم المتحدة للحق في التنمية و"الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

إن الترابط المباشر بين تنفيذ أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 والالتزامات المترتبة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان يبرز جلياً من خلال الدور التكاملي للآليات العربية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان العربية، وإدارات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي يرتبط عملها بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. كما قامت جامعة الدول العربية، وعياً منها بأهمية الدور الذى يضطلع به المجتمع المدني، بتفعيل مشاركة المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان في آليات العمل العربي المشترك، وحرصت على منحها صفة مراقب لدى اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان.

إن تعميق الفهم بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 ما هو إلا تعزيز للوعي بثقافة حقوق الإنسان في أبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فالكل يعمل من أجل تحقيق هدف أسمى هو تمتع الجميع، وبشكل كامل، بحقوق الإنسان وبمقاصد أهداف التنمية المستدامة، وفى سبيل تحقيق ذلك، تسعى جامعة الدول العربية إلى تعزيز عقد الشراكات، لاسيما مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، مع إيلاء عناية خاصة بدور المرأة والشباب فى العملية التنموية، وبمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة للجميع، وبالاستثمار فى البحث عن طاقات بديلة متجددة صديقة للبيئة.

ويبقى استمرار وجود نزاعات مسلحة وبؤر للتوتر وتفشى آفة الإرهاب والتطرف مدعاة للقلق، وعائقاً أمام دوران عجلة التنمية ومساساً بالحق في الحياة والحق فى الأمن، وهو ما يستدعى تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لإحلال السلام وإيجاد حلول جذرية ومستدامة للأزمات المتفاقمة، وتبنى خطط تنموية واستراتيجيات فعالة تكفل حماية حقوق الشعوب في التمتع ببيئة سليمة ومستوى معيشي ملائم، مع إيلاء الاهتمام اللازم بتطوير منظومة التعليم ومعالجة أسباب التطرف وتعزيز ثقافة الحوار.

والحديث عن الأمن والسلام يحيلنا إلى قضية محورية ألا وهى المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني فى سعيه إلى تأمين حقوقه الأساسية المشروعة والتي يتم انتهاكها بشكل متواصل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، فلا حق السكن مكفول مع سياسة هدم المنازل، ولا الحق في ماء الشرب، ولا حتى المرضى والمعاقين في مأمن من بطش سلطات الاحتلال، ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على وجود بناء جدار الفصل العنصري، والاستمرار في سياسة التوسع في إنشاء المستوطنات على الأرض الفلسطينية المحتلة.

إن لتنفيذ مقاصد حقوق الإنسان في إطار إعمال أهداف التنمية المستدامة غايات نبيلة، وتبقى التحديات جسيمة ما لم تتكاتف الجهود، فبالعمل الجماعي الجاد وتوفير الأطر القانونية اللازمة وتعزيز بناء القدرات نتجاوز العقبات، مع الإقرار بأنه لا تنمية بلا حقوق إنسان أو سلام، ولا حقوق إنسان أو سلام بدون تنمية.